يخطئ من يظن أنه ليس في المملكة العربية السعودية عقول تحليلية عميقة، لعل السنة الأخيرة أظهرت عقولاً فذة ووجوهاً جديدة بعد أن سئم الكثير، خاصة من الجيل الجديد، الأسماء المتكررة والصور التي لا تتغير في المناسبات الثقافية، التحول التنظيمي الذي تقوده وزارة الثقافة من خلال تقاريرها حول «الحالة الثقافية» والجهود العديدة، جعلت الكثير يستعيدون نشاطهم الفكري لأن فكرة الرصد بحد ذاتها مدهشة وثمينة، إذن لا حجة الآن للظهور ولا توجد أي ذريعة للتقاعس عن العطاء والشغف بالفكر والترنم بالأدب والفنون ولسان حال المشهد يقول «الميدان يا حميدان».
ولعل هذه «الصحوة الثقافية» تحيلنا لإعادة قراءة «ماذا نمتلك؟ وماذا نريد أن نقول؟، لهذا أنا أطرح مبادرة «جملة مفيدة» لإيقاظ ملكة الكتابة والتحدث لدى الأجيال المختلفة عبر قنوات السوشيال ميديا، فقط لدعم فكرة الكتابة والتحدث بمعنى أن تطرح ١٠ قيم ومعان ويتم الكتابة عنها في الفضاء العام، «جملة مفيدة» تجعل الأشخاص يفكرون بأبعاد الكلمات ومعانيها، وقد تكون على شكل ثنائيات؛ شخص يكتب والآخر يتحدث، تنمية المهارات لا تحدث بين عشية وضحاها، لا تأتي إلا بحملات مستمرة لخلق أصوات وأسماء جديدة، من خلال كتابة جملة ذات معنى وإلقائها».
كم عدد الأسماء التي قد نظهر بها من مبادرات شبابية خفيفة ولا تستدعي مجهودات مادية مكلفة، أشاهد بشكل شبه يومي تفاعل الناس مع مسابقات لجهات مجهولة وأعتقد أنه حان الأوان للجهات الرسمية لأخذ هذا الدور بمسابقات خفيفة تبني مهارات وتصنع عقولاً متعاونة لا متنافرة، مشكلة الكثير من المثقفين المطالب غير الواقعية من أجيال لا يمكنهم التركيز في مقطع أو مادة مملة أو أكثر من دقيقتين، افتحوا لهم الفرصة لصناعة محتواهم بأنفسهم.
أكاد أكون على يقين أننا سنُفاجأ من حجم الإبداعات التي سنراها من الأجيال الشابة إن تم تحقيق ثلاثة معايير وهي المرونة والانفتاح والتقبل، عندما تحضر لي طفلتي رسوماتها أنا أدرك أن ثقافتها لا تشبه بأي شكل الإطار التقليدي المقولب، ولعل الكثير يشاركونني هذا الأمر خاصة نحن أمهات الغربة ومن عادوا حديثا، حتى نبني جسرا ثقافيا بين أطفالنا وثقافتهم الأم لا يكفي أن نمارس دورنا نحن كأهل فقط، بل نحتاج دعم الجهات الثقافية لخلق جو ترفيهي يستحضر هذه العقول الصغيرة بالسن، العالمية بالوعي والحضور.
المبادرات الصغيرة المستمرة وقليلة التكلفة أكثر فعالية واستدامة من الفعاليات التي تعيد تكريس أسماء لها تقديرها، لكن لا يشبهون الجيل ولا توجد لغة مشتركة بين بعضهم البعض، بالتأكيد أنني أخرجت نفسي من السياق الزمني فأنا ابنة الثمانينات (جيل الطيبين) المغضوب عليهم الذين ذهبت مصاريف فسحتهم للدول المجاورة، وعوقبت لعدم ارتداء القفاز وصودرت عطورها لأكثر من مرة وكسرت مرآتها، وحضرت فعالية (أحكام الدفن ومحاكاة الجنازة) كنشاط مدرسي!، بالتأكيد هذه ليست فانتازيا بل هي أحداث حقيقية عشناها وعلى ما قالوا أهل الشام (تنذكر وما تنعاد)!
كاتبة سعودية
areejaljahani@gmail.com
ولعل هذه «الصحوة الثقافية» تحيلنا لإعادة قراءة «ماذا نمتلك؟ وماذا نريد أن نقول؟، لهذا أنا أطرح مبادرة «جملة مفيدة» لإيقاظ ملكة الكتابة والتحدث لدى الأجيال المختلفة عبر قنوات السوشيال ميديا، فقط لدعم فكرة الكتابة والتحدث بمعنى أن تطرح ١٠ قيم ومعان ويتم الكتابة عنها في الفضاء العام، «جملة مفيدة» تجعل الأشخاص يفكرون بأبعاد الكلمات ومعانيها، وقد تكون على شكل ثنائيات؛ شخص يكتب والآخر يتحدث، تنمية المهارات لا تحدث بين عشية وضحاها، لا تأتي إلا بحملات مستمرة لخلق أصوات وأسماء جديدة، من خلال كتابة جملة ذات معنى وإلقائها».
كم عدد الأسماء التي قد نظهر بها من مبادرات شبابية خفيفة ولا تستدعي مجهودات مادية مكلفة، أشاهد بشكل شبه يومي تفاعل الناس مع مسابقات لجهات مجهولة وأعتقد أنه حان الأوان للجهات الرسمية لأخذ هذا الدور بمسابقات خفيفة تبني مهارات وتصنع عقولاً متعاونة لا متنافرة، مشكلة الكثير من المثقفين المطالب غير الواقعية من أجيال لا يمكنهم التركيز في مقطع أو مادة مملة أو أكثر من دقيقتين، افتحوا لهم الفرصة لصناعة محتواهم بأنفسهم.
أكاد أكون على يقين أننا سنُفاجأ من حجم الإبداعات التي سنراها من الأجيال الشابة إن تم تحقيق ثلاثة معايير وهي المرونة والانفتاح والتقبل، عندما تحضر لي طفلتي رسوماتها أنا أدرك أن ثقافتها لا تشبه بأي شكل الإطار التقليدي المقولب، ولعل الكثير يشاركونني هذا الأمر خاصة نحن أمهات الغربة ومن عادوا حديثا، حتى نبني جسرا ثقافيا بين أطفالنا وثقافتهم الأم لا يكفي أن نمارس دورنا نحن كأهل فقط، بل نحتاج دعم الجهات الثقافية لخلق جو ترفيهي يستحضر هذه العقول الصغيرة بالسن، العالمية بالوعي والحضور.
المبادرات الصغيرة المستمرة وقليلة التكلفة أكثر فعالية واستدامة من الفعاليات التي تعيد تكريس أسماء لها تقديرها، لكن لا يشبهون الجيل ولا توجد لغة مشتركة بين بعضهم البعض، بالتأكيد أنني أخرجت نفسي من السياق الزمني فأنا ابنة الثمانينات (جيل الطيبين) المغضوب عليهم الذين ذهبت مصاريف فسحتهم للدول المجاورة، وعوقبت لعدم ارتداء القفاز وصودرت عطورها لأكثر من مرة وكسرت مرآتها، وحضرت فعالية (أحكام الدفن ومحاكاة الجنازة) كنشاط مدرسي!، بالتأكيد هذه ليست فانتازيا بل هي أحداث حقيقية عشناها وعلى ما قالوا أهل الشام (تنذكر وما تنعاد)!
كاتبة سعودية
areejaljahani@gmail.com